للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي المسند" (١) و "صحيح الحاكم" (٢) عن [ابن] عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "أيما أهل عَرْصةٍ (٣) أصبح فيهم امرؤ جائعًا فقد برئت منهم ذمة الله عز وجل".

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يشبع المؤمن دون جاره" (٤).

وفي "صحيح الحاكم" (٥) عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "ليس بالمؤمن الَّذِي يشبع وجاره جائع". وفي رواية: "ما آمن من بات شبعانًا، وجاره طاويًا" (٦).

فأفضل أنواع إطعام الطعام: الإيثار مع الحاجة كما وصف الله تعالى بذلك الأنصار رضي الله عنهم فَقَالَ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: ٩]، وقد صحَّ أن سبب نزولها أن رجلاً منهم أخذ ضيفًا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يضيفه، فلم يجد عنده إلا قوت صبيانه، فاحتال هو وامرأته حتى نوّما صبيانهما، وقام إِلَى السراج كأنه يصلحه فأطفأه، ثم جلس مع الضيف يريه أنَّه يأكل معه ولم يأكل، فلما غدا عَلَى رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له: "عجب الله من


(١) (٢/ ٣٣) عن ابن عمر.
(٢) (٢/ ١١ - ١٢) عن ابن عمر.
وسئل أبو حاتم كما في العلل لابنه (١/ ٣٩٢) عن هذا الحديث فَقَالَ: "هذا حديث منكر".
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
(٣) كل موضع واسع لا بناء فيه (النهاية ٣/ ٢٠٨).
(٤) أخرجه أحمد (١/ ٥٤)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٢٧) بلفظ: "الرجل" بدلاً من "المؤمن".
قال أبو نعيم: غريب لم نكتبه من حديث عمر بن الخطاب إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الرحمن.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٦٧ - ١٦٨): رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه، ورجاله رجال الصحيح إلا أن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر.
(٥) (٤/ ١٦٧) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٦) أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٧٥١) بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٦٧): رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن.