للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "تطعم الطعام، وتقرئ السلام عَلَى من عرفت ومن لم تعرف".

وفي حديث صهيب عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "خيركم من أطعم الطعام" خرجه الإمام أحمد (١).

فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويباعد من النار وينجي منها كما قال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: ١١ - ١٦].

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (٢).

وكان أبو موسى الأشعري يقول لولده: اذكروا صاحب الرغيف. ثم ذكر أن رجلاً من بني إسرائيل عبد الله سبعين سنة، ثم إن الشيطان حسَّن في عينيه امرأة فأقام معها سبعة أيام، ثم خرج هاربًا فأقام مع مساكين فتصدق عليه برغيف كان بعض أولئك المساكين (يريده) (*)، فآثره به ثم مات، فوُزنت عبادته بالسبعة أيام التي مع المرأة فرجحت الأيام السبعة بعبادته، ثم وزن الرغيف بالسبعة الأيام فرجح بها (٣).

ويتأكد إطعام الطعام للجائع وللجيران خصوصًا، وفي "الصحيح" (٤) عن أبي موسى الأشعرى عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني" (٥).

وفي "صحيح مسلم" (٦) عن أبي ذر عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا ذر! إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك".


(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٦) وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٧): رواه أحمد، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٤٠)، ومسلم (١٠١٦).
(*) أحق به: "نسخة".
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٦٣) مطولاً.
(٤) أخرجه البخاري (٣٠٤٦).
(٥) هو الأسير، وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا. (النهاية: ٣/ ٣١٤).
(٦) برقم (٢٦٢٥).