للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله؟ قال: "إطعام الطعام، ولين الكلام". خرّجه الإمام أحمد (١)، وقد تقدّم في ذكر إطعام الطعام أحاديث أُخر في طيب الكلام.

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "والكلمة الطيبة صدقة" (٢).

وفيه أيضًا: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" (٣).

وأما إفشاء السلام فمن موجبات الجنة، وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة (٤) عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم عَلَى شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم".

وخرَّج أبو داود من حديث أبي أمامة (٥) عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام".

ويروى من حديث ابن مسعود مرفوعًا (٦) وموقوفًا (٧): "إذا مر الرجل بالقوم فسلّم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنّه ذكرهم بالسلام، وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب".

وقد رُوي من حديث عمران بن حصين وغيره أن رجلاً دخل عَلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: السلام عليكم. فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وسلم: "عشر"، ثم جاء آخر فَقَالَ: السلام عليكم ورحمة الله. فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم "عشرون"، ثم جاء


(١) (٣/ ٣٢٥، ٣٣٤) عن جابر بن عبد الله، قال الحافظ في الفتح (٣/ ٣٨٢): "في إسناده ضعف" وطرف الحديث الأول في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
(٢) قطعة من حديث أخرجه البخاري (٢٩٨٩) ومسلم (٢/ ٦٩٩) عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه البخاري (٦٠٢٣)، ومسلم (١٠١٦).
(٤) برقم (٥٤).
(٥) برقم (٥١٩٧).
(٦) أخرجه البزار (١٩٩٩ - كشف) والطبراني في الكبير (١٠/ ٩٨٠٠) قال البزار: رواه غير واحد موقوفًا.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٢٩): "رواه البزار بإسنادين، والطبراني بأسانيد، وأحدهما رجاله رجال الصحيح عند البزار والطبراني".
(٧) أخرجه البخاري في الأدب (١٠٣٩).
وقال الحافظ في الفتح (١١/ ١٣): "وطريق الموقوف أقوى".