للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرعد: ٢٢]، قال بعض السَّلف: هو الرجل يسبه الرجل فيقول له: إن كنت صادقًا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبًا فغفر الله لك.

قال رجل لسالم بن عبد الله وقد زحمت راحلتُه راحلتَه في سفر: ما أراك إلا رجل سوء. فَقَالَ له سالم: ما أراك أبعدت.

وقالت امرأة لمالك بن دينار: يا مُرائي!. قال: متى عرفت اسمي؟! ما عرفه أحدٌ من أهل البصرة غيرك.

ومرَّ بعضهم عليَّ صبيان يلعبون بجوزٍ، فوطئ عَلَى بعض الجوز بغير اختياره فكسره، فَقَالَ له الصبي: يا شيخ النار! فجلس الشيخ يبكي ويقول: ما عرفني غيره.

ومرَّ بعضهم مع أصحابه في طريق فرموا عليهم رمادًا، فَقَالَ الشيخ لأصحابه: من يستحق النار فصالحوه عَلَى الرماد؟! يعني فهو رابح.

ورأى جندي إبراهيم بن أدهم خارج البلد فسأله عن العمران، فأشار له إِلَى القبور، فضرب رأسه ومضى، فقِيلَ لَهُ إنه إبراهيم بن أدهم! فرجع يعتذر إِلَيْهِ، فَقَالَ له إبراهيم: الرأس الَّذِي يحتاج إِلَى اعتذارك تركته ببلخ.

ومرَّ به جندي آخر وهو ينظر بستانًا لقوم بأجرة، فسأله أن يناوله شيئًا فلم يفعل وقال: إن أصحابه لم يأذنوا لي في ذلك. فضرب رأسه، فجعل إبراهيم يُطأطئ رأسه وهو يقول: اضرب رأسًا طالما عصى الله (١).

من أجلك قد جعلت خدي أرضًا ... للشامت والحسود حتى ترضى


(١) قال الشيخ جاسم الدوسري: هذا ضعف وخور، وينبغي للمسلم أن يكون عزيز النفس أبيًّا لا يرضى بالذل والمهانة، ومثل هذه الحكايات نلاحظ فيها التأثر بحكمة نصرانية تقول: "إذا ضرب خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر". وهذا غير مجود في الإسلام، وقد ألصقت بهذا الزاهد حكايات وأقوال هو منها براء، قد افتراها عليه المتأخرون، فينبغي التثبت من صحتها قبل أن يُحكم عَلَى الرجل عَلَى ضوء هذه الروايات المختلفة فيكون الحكم جائرًا ولابد.