للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متمسكنًا (١).

وحبس لمطرف بن عبد الله قريب له فلبس خلقان ثيابه، وأخذ بيده قصبة، وقال: أتمسكن لربي لعله يُشفعني فيه.

ومما يشرع فيه التمسكن لله حال الصلاة كما في حديث الفضل بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلاة مثنى مثنى، تَشَهَّدُ في كل ركعتين، وتخَشَّعُ، وتَضَرَّع وتمسكن، وتقنع يديك -يقول: ترفعهما- وتقول: يا رب ثلاثًا، فمن لم يفعل ذلك (فهي خداج) (*) ". خرّجه الترمذي (٢) وغيره (٣).

وكذلك يشرع إظهار المسكنة في الدعاء.

خرَّج الطبراني (٤) من حديث ابن عباس قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو بعرفة، ويداه إِلَى صدره كاستطعام المسكين.

ومن حديثه أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في دعائه عشية عرفة: "أَنَا الْبَائِسُ الْفَقِيرُ، الْمُسْتَغِيثُ الْمُسْتَجِيرُ، الْوَجِلُ الْمُشْفِقُ، الْمُقِرُّ الْمُعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهَالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَدْعُوكَ دُعَاءَ الْخَائِفِ الضَّرِيرِ" (٥).


(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٣٠، ٢٦٩) وأبو داود (١١٦٥) والترمذي (٥٥٨، ٥٥٩) وقال: حسن صحيح. والنسائي (٣/ ١٥٦ - ١٥٧) وابن ماجه (١٢٦٦).
(*) في نسخة "الأمبروزيانا": كررت هذه العبارة "ثلاث مرات"، وفي سنن الترمذي: "فهو كذا وكذا".
قال أبو عيسى: وقال غير ابن المبارك في هذا الحديث: "من لم يفعل ذلك فهي خداج".
(٢) برقم (٣٨٥) ونقل قول البخاري: وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح، يعني أصح من حديث شعبة.
(٣) وأخرجه أحمد (١/ ٢١١) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٨/ ٢٦٤) من حديث الفضل، وأخرجه الطيالسي (١٣٦٦) وأحمد (٤/ ١٦٧) وأبو داود (١٢٩٦) والنسائي في الكبرى في التحفة (٨/ ٣٩١) وابن ماجه (١٣٢٥).
(٤) في الأوسط (٢٨٩٢) عن ابن عباس.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ١٦٨): "وفيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو ضعيف".
(٥) قطعة من حديث أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١١٤٠٥) والصغير (١/ ٢٤٧) والخطيب في التاريخ (٦/ ١٦٣) ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل (١٤١٢) عن ابن عباس.
قال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٥٢): "وفيه يحيى بن صالح الأبلي، قال العقيلي:=