للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودعت زينب بنت جحش لما جاءها عطاءُ عمر من المال فاستكثرته وقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعدها، فماتت قبل العطاء الثاني (١).

ولما ضجر عمر بن عبد العزيز من رعيته حيث ثقل عليهم قيامه فيهم بالحق طلب من رجل كان معروفا بإجابة (الدعوة) (*) أن يدعو له بالموت، فدعا له ولنفسه بالموت فماتا. ودعي طائفة من السَّلف الصالح إِلَى ولاية القضاء، فاستمهلوا ثلاثة أيام فدعوا الله لأنفسهم بالموت فماتوا.

واطُّلع عَلَى حال بعض الصالحين ومعاملاته التي كانت سرًّا بينه وبين ربه، فسأل الله أن يقبضه إِلَيْهِ خوفًا من فتنة (الاشتهار) (**) فمات.

فإن الشهرة بالخير فتنة كما جاء في الحديث: "كفى بالمرء فتنة أن يُشار إِلَيْهِ بالأصابع، فإنها فتنة" (٢).


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٠٠ - ٣٠١)، (٨/ ١٠٩ - ١١٠)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٥٤).
(*) الدعاء: "نسخة".
(**) الدين: "نسخة".
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢١٠، ٢٢٨) والعقيلي في الضعفاء (٤/ ٧) ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (١٣٨٠) وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٤٧) والبيهقي في الشعب (٦٩٧٩) عن عمران بن حصين مرفوعًا: "كفى بالمرء إثمًا أن يُشار إِلَيْهِ بالأصابع". قالوا: يا رسول الله وإن كان خيرًا؟! قال: "وإن كان خيرًا فهي مزلة إلا من رحمه الله وإن كان شرًّا فهو شر".
قال ابن الجوزي: لا يصح. وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (٣/ ٢٧٦).
وأخرجه البيهقي في الشعب (٦٩٧٧) من حديث أنس مرفوعًا: "حسب امرئ من الشر -إلا من عصمه الله- أن يشير إِلَيْهِ الناس بالأصابع في دينه ودنياه" قال المناوي في الفيض (٣/ ١٩٧): "وفيه يوسف بن يعقوب، فإن كان النيسابوري فقد قال أبو علي الحافظ: ما رأيت بنيسابور من يكذب غيره. وإن كان القاضي باليمن فمجهول، وابن لهيعة وسبق ضعفه". أ. هـ.
وأخرجه البيهقي من طريق عطاء الخراساني عن أبي هريرة بهذا اللفظ، وفيه كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، قال أبو حاتم: يتكلمون فيه. (اللسان: ٤/ ٤٨٩) وعطاء لم يسمع من أبي هريرة فهو منقطع. (جامع التحصيل ص ٢٩٠ - ٢٩١).=