للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحماه.

وفي "المسند" عن محمود بن لبيد عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "اثنتان يكرههما ابن آدم: يكره الموت، والموت خيرٌ للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب" (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب العمل الَّذِي يبلغني حبك": هذا الدعاء يجمعُ كل خير، فإن الأفعال الاختيارية من العباد إِنَّمَا تنشأ عن محبة وإرادة، فإن كانت محبة الله ثابتة في قلب العبد نشأت عنها حركات الجوارح فكانت بحسب ما يحبه الله ويرتضيه، فأحبَّ ما يحبه الله من الأعمال والأقوال كلها، ففعل حينئذ الخيرات كلها وترك المنكرات كلها، وأحب من يحبه الله من خلقه، وهذا الدعاء كانت الأنبياء عليهم السلام تدعوا به كما في الترمذي (٢) عن النبي صلّى الله عليه وسلم "أن داود عليه السلام كان يقول: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يبلغني ألى حبك، اللهم اجعل حبك أَحَبّ إليَّ من نفسي وأهلي ومن الماء البارد".

وفيه أيضاً (٣) أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يدعو: "اللهم ارزقني حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يبلغني إِلَى حبك، اللهم ما رزقتني مما أَحَبّ فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغًا لي فيما تحب".

وفي حديث مرسل خرَّجه ابن أبي الدُّنْيَا وغيره أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اجعل حبك أَحَبّ الأشياء إِلَيَّ، وخشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدُّنْيَا بالشوق إِلَى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدُّنْيَا من دنياهم


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٤٢٧، ٤٢٨) والبغوي في شرح السنة (١٤/ ٢٦٧) عن محمود ابن لبيد، قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٥٧) رواه أحمد بإسنادين، رواة أحدهما محتج بهم في الصحيح، ا. هـ.
(٢) برقم (٣٤٩٠) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(٣) برقم (٣٤٩١) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.