للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعضهم: ما أدمن أحد ذكر الله إلا وأفاد منه محبة الله.

وقال ذو النون: من أدمن ذكر الله قذف الله في قلبه نور الاشتياق إِلَيْهِ.

وقال بعض التابعين: علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئًا إلا أكثرت ذكره.

وقال فتح الموصلي: المحب لله لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين.

المحبون إن نطقوا نطقوا بالذكر، وإن سكتوا اشتغلوا بالفكر:

فإن نطقتُ فلم ألفظ بغيركم ... وإن سكتُّ فأنتم عقد إضماري

ومن علامات المحبين لله وهو مما يحصل به المحبة أيضاً حب الخلوة بمناجاة الله تعالى، وخصوصًا في ظلمة الليل:

الليل لي ولأحبابي (أحادثهم) (*) ... وأنتجيهم لي يسمحوا بوصالي

قال الفضيل: يقول الله عز وجل: كذب من ادعى محبتي فإذا جنَّه الليل نام عني، أليس كل (حبيب) (**) يحب خلوة حبيبه، ها أنا مطَّلع عَلَى أحبابي إذا جنَّهم الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم، ومثلت نفسي بين أعينهم (١)، فخاطبوني عَلَى المشاهدة، وكلموني عَلَى حضوري، غدًا أقر عين أحبابي في جناني:

تنام عيناك وتشكوا الهوى ... لو كنت صبًّا لم تكن نائمًا

قلوب المحبين جمرة تحت فحمة الليل، كلما هب عليها نسيمُ السحر التهبت،

يذكرني مرّ النسيم عهودكم ... فأزداد شوقًا كلما هبت الريح


(*) أسامرهم: "نسخة".
(**) محب: "نسخة".
(١) قال الشيخ جاسم الدوسري: تعالى الله عز وجل عن مثل هذا الكلام، ولا أدري كيف يصبح القول عَلَى الله بهذه السهولة واليسر نسأل الله السلامة.