للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله عز وجل، فاستخرجته من النار (١).

وروى الكديمي، حدثنا سهل بن حماد، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا ثابت، عن أنس، قَالَ: تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية: {نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦]. وبين يديه رجل أسود، فهتف بالبكاء، فنزل جبريل عليه السلام، فَقَالَ: من هذا الباكي بين يديك؟

قَالَ: رجل من الحبشة وأثنى عليه معروفًا.

قَالَ: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي، وارتفاعي فوق عرشي، لا تبكي عين عبد في الدُّنْيَا من خشيتي إلاَّ أكثرت ضحكه في الجنة (٢).

...


(١) أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (١/ ١٧٠)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في تفسير ابن كثير (٢/ ٥٣٦)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١١٦٥، ١١٦٦).
قال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح،
أما الطريق الأول ففيه هلال أبو جبلة وهو مجهول، وفيه الفرج بن فضالة قَالَ ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتاج به.
فأما الطريق الثاني: ففيه علي بن زيد قَالَ أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: يهم ويخطي فاستحق الترك، وفيه مخلد بن عبد الواحد قَالَ ابن حبان: منكر الحديث جدًّا ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٧٩ - ١٨٠): رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف.
(٢) أخرجه البيهقي في "الشعب" (٧٩٩) قَالَ البيهقي: وبمعناه رواه سهيل بن أبي حازم عن ثابت في الحبشي وبكائه.