للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالبغالِ الموكفةِ (١) تضربُ الكافرَ ضربةً تنسيه ضربتُها حرَّ جهنَّم، والسابعةُ سقرُ وفيها إبليسُ مصفدٌ بالحديد أمامَهُ ويدُه من خلفِهِ، فإذا أرادَ اللَّه أن يطلِقَهُ لما يشاءُ من عبابٍ أطلَقَهُ".

خرَّجه الحاكمُ في آخرِ المستدركِ (٢) وقالَ: تفرد به أبو السمح، وقد ذكرتْ عدالتُه بنصِ الإمامِ يحيى بنِ معين، والحديثُ صحيحٌ ولم يخرِّجاه.

وقالَ بعضُ الحفاظِ المتأخرين (٣): هو حديثٌ منكرٌ، وعبدُ اللَهِ بنُ عياشٍ القتبانيُّ ضعَّفه أبو داودَ، وعندَ مسلم أنَه ثقةٌ، ودرَاج كثيرُ المناكيرِ، واللَّهُ أعلمُ.

قلتُ: رفْعُه منكرٌ جدًّا، ولعله موقوفٌ، وغلطَ بعضُهم فرفَعَه.

وروى عطاء بن يسار عن كعب من قوله نحو هذا الكلام أيضاً.

عطاءُ بنُ يسارٍ عن كعب من قولِهِ نحوَ هذا الكلام أيضًا.

وعن عبدِ العزيز بن أبي روادٍ قالَ: بلغني أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تلا هذهِ الآيةَ: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦] وعندهُ بعضُ أصحابِهِ وفيهم شيخٌ، فقالَ الشيخُ: يا رسولَ اللَّهِ حجارةُ جهنَّم كحجارةِ الدنيا؟

فقالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لصخرةً من صخرِ جهنَّم أعظمُ من جبالِ الدنيا كلِّها فوقعَ الشيخُ مغشيًّا عليه".

فوضعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَهُ على فؤادِهِ، فإذا هو حيٌّ، فناداه قلْ: "لا إله إلا اللَهُ" فقالَهَا، فبشَّره بالجنةِ".

فقالَ أصحابُهُ: يا رسولَ اللهِ، أمِنْ بيننا؟

قالَ: "نعم، يقولُ الله تبارك وتعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: ١٤]. خرَّجه ابن أبي حاتم (٤).


(١) السمينة.
(٢) (٤/ ٥٩٤) وأورده ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ١٤٣) من رواية ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب به وقال: وهذا حديث غريب جدًّا، ورفعه فيه نظر.
(٣) هو الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك (٤/ ٥٩٤).
(٤) كما في تفسير "ابن كثير" (٨/ ٨٨) وقال ابن كثير: هذا حديث مرسل غريب.