للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيح عَلَى شرط الشيخين.

وقالَ السُّديُّ في تفسيره عنْ أبي مالكِ وعنْ أبي صالح، عنِ ابنِ عباسٍ وعن مرة، عن ابنِ مسعودٍ، وعن أناسٍ من الصحابةِ: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: ٢٤]. أما الحجارةُ حجارةٌ في النار من كبريتٍ أسودَ، يعذبونَ به مع النارِ.

وقالَ مجاهدٌ: حجارة من كبريتٍ أنتن من الجيفةِ.

وهكذا قالَ أبو جعفرِ وابنُ جريج، وعمرُو بنُ دينار وغيرُهم.

وقالَ ابنُ وهبٍ: أخبرَني عبدُ اللَّهِ بنُ عياشٍ، أخبرَني عبدُ اللَّهِ بن سليمانَ، عنْ درَّاج عن أبي الهيثم، عن عيسى بنِ هلال الصدفيّ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرو، قالَ: قالَ رسولُ اللَهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرضينَ بينَ كل أرض إلى التي تليهَا مسيرةُ خمسمائة سنةٍ، فالعُليا منها على ظهرِ حوتٍ قد التقَى طرفَاهُ في السماءِ والحوتُ على صخرةٍ، والصخرةُ بيدِ ملكٍ، والثانية مسجن الريح، فلما أرادَ اللَهُ يهلك عادًا أمرَ خازنَ الريح أن يرسلَ عليهم ريحًا تهلكُ عادًا، قالَ: يا ربِّ أرسلْ عليهم من الريح قدرَ منخرِ ثورٍ.

قالَ له الجبارُ تباركَ وتعالى: إذنْ يكفي الأرضَ ومن عليها، ولكنْ أرسِل عليهم بقدرِ خاتمٍ" فهي التي قالَ اللَّهُ في كتابه: {مَا تَذَرُ مِن شيءٍ أتت عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كالرميمِ} [الذاريات: ٤٢].

والثالثةُ فيها حجارةُ جهنَم، والرابعةُ فيها كبريتُ جهنمَ.

قالُوا: يا رسولَ اللَهِ أللنارِ كبريتٌ؟!

قالَ: نعم. والذي نفسي بيدِهِ، إنَّ فيها لأوديةً من كبريت لو أرسلتْ فيها الجبالُ الرواسي لماعَتْ، والخامسةُ فيها حياتُ جهنمَ، وأفواهَها كالأوديةِ تلسعُ الكافرَ اللسعةَ فلا يبْقى منه لحمٌ على وضَمٍ (١)، والسادسةُ فيها عقاربُ جهنَّم، إنَّ أدنى عقربة منها


(١) الوضم: الخشبة أو البارية التي يوضع عليها اللحم، تقية من الأرض. النهاية، مادة: "وضم".