للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحسن والسدي: الحميم: الَّذِي قد انتهى حره.

وقال جويبر عن الضحاك: يسقى من حميم يغلي منذ خلق الله السماوات والأرض، إِلَى يوم يسقونه، ويصب عَلَى رؤوسهم.

وقال ابن وهب، عن ابن زيد الحميم: دموع أعينهم في النار، تجتمع في حياض النار، فيسقونه، وقال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: ٤٤].

قَالَ محمد بن كعب: حميم آن: حاضر، وخالفه الجمهور، فقالوا: بل المراد بالآن: ما انتهى حره.

وقال شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس: حميم آن: الَّذِي قد انتهى غليه (١).

وقال سعيد بن بشير عن قتادة: قد آن طبخه، منذ خلق الله السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {تسقى من عين آنية} قَالَ مجاهد: قد بلغ حرها، وحان شربها.

وعن الحسن، قَالَ: كانت العرب تقول للشيء، إذا انتهى حره، حتى لا يكون شيء أحر منه: قد أنى حره.

فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: "مِنْ عَينٍ آنِيَة" يقول قد أوقدَ اللَّهُ عليها جهنمَ منذُ خُلقتْ، وآنى حرُّها.

وعنه قال: آنَ طبخُها منذُ خلقَ اللَّهُ السمواتِ والأرضَ.

وقال السديُّ: انتهى حرُّها، فليس بعدَه حرٌّ.

وقد سبقَ حديثُ أبي الدرداء، في دفع الحميم إليهم بكلاليبِ الحديدِ.

النوع الثاني: الغسَّاقُ.

قَالَ ابن عباس: الغساق: ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه.

وعنه قَالَ: الغساق: الزمهرير البارد، الَّذِي يحرق من برده.

وعن عبد الله بن عمرو قَالَ: الغساق: القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق


(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" (٢٧/ ١٤٤) من طريق آخر مسلسل بالضعفاء.