للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية عنه قَالَ: فهي أعرف بهم من الوالد بولده.

وقال ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان: إذا دخل أهل الجنة الجنة، قالوا: ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار؟

قالوا: بلى، ولكن مررتم عليها وهي خامدة.

وفي رواية عنه قَالَ: إذا جاز المؤمنون الصراط نادى بعضهم بعضًا: ألم يعدنا ربنا أن نمر عَلَى جسر جهنم؟.

قَالَ: فيقول: بلى ولكن مررتم عليها وهي خامدة.

وقال مسكين: سمعت أشعث الحداني يقول: بلغني أن أهل الإيمان إذا مروا بصراط جهنم، قَالَ: تقول لهم جهنم: جوزوا عني، قد بردتم وهجي، ذروني وأهلي. ولكن هذا والذي قبله قد يدلان عَلَى أن الورود هو المرور عَلَى الصراط كالقول الأول.

وروى كثير بن زياد البرساني، عن أبي سمية، قَالَ: اختلفنا في الورود، فَقَالَ بعضنا: لا يدخلها مؤمن. وقال بعضهم: يدخلونها جميعًا، وينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله، فقلت له: إنا اختلفنا في الورود، فَقَالَ [بعضنا] (١) يردونها جميعًا. وقال سليم بن مرة: يدخلونها، وقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يبقى بر ولا فاجر إلاَّ دخلها، فتكون عَلَى المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت عَلَى إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجًا من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيًّا خرّجه الإمام أحمد (٢)، وأبو سمية لا ندري من هو.

وفي الصحيحين (٣)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ:


(١) من المسند.
(٢) (٣/ ٣٢٨) قَالَ: ثنا سليمان بن حرب، ثنا غالب بن سليمان أبو صالح، عن كثير بن زياد البرساني به ... الحديث.
(٣) أخرجه البخاري (١٢٥١) ومسلم (٢٦٣٢).