للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضعفاء الناس وسقطهم، قَالَ الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي،، وقال للنار: إِنَّمَا أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، وأما النار فلا تمتلئ حتى يضع عليها رجله، فتقول قط قط، فهنالك تمتلئ، وينزوي بعضها إِلَى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة، فإن الله ينشيء لها خلقًا".

وفي رواية خرجها ابن أبي حاتم: فقالت النار: "مالي لا يدخلني إلاَّ الجبارون والمتكبرون والأشراف وأصحاب الأموال؟ ".

وخرج الإمام أحمد (١)، من حديث أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يا رب، يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف، وقالت الجنة: أي رب، يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين" وذكر الحديث بمعنى ما تقدّم.

وسبب هذا، وإن الله عز وجل، حف الجنة بالمكاره، وحف النار بالشهوات، كما قَالَ تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٣٧ - ٤١].

وفي صحيح البخاري (٢)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "حجبت الجنة بالمكاره، وحجبت النار بالشهوات".

وخرّجه مسلم (٣)، ولفظه: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".

وخرّجه أيضاً من حديث أنس (٤)، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم.


(١) (٣/ ١٣، ٧٨) قَالَ الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١١٢): في الصحيح بعضه محالا عَلَى أبي هريرة، رواه أحمد، ورجاله ثقات، لأن حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
(٢) برقم (٦٤٨٧).
(٣) برقم (٢٨٢٣).
(٤) برقم (٢٨٢٢).