للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء [خفي له] (*).

الصنف الثالث: المخادع الَّذِي دأبه صباحًا ومساءً مخادعة الناس عَلَى أهليهم وأموالهم:

والخداع من أوصاف المنافقين، كما وصفهم الله تعالى بذلك، ومعناه إظهار الخير وإضمار الشر، لقصد التواصل إِلَى أموال الناس وأهاليهم والانتفاع بذلك، وهو من [جملة] (*) المكر والحيل المحرمة، وفي حديث ابن مسعود عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار" (١).

المصنف الرابع: الكذب والبخل:

ولم يحفظ الراوي ما قاله - صلى الله عليه وسلم - في هذا حفظًا جيِّدًا، والكذب والبخل خصلتان.

وفي مسند الإمام أحمد (٢) في هذا الحديث الكذب أو البخل بالشك، وقد قيل: إنه عدهما واحدًا، كذا قاله مطر الورق وهو أحد رواة هذا الحديث.

والكذب والبخل، كلاهما ينشأ عن الشح، كما جاء في الحديث، والشح هو شدة حرص الإنسان عَلَى ما ليس له من الوجوه المحرمة، وينشأ عنه البخل، وهو إمساك الإنسان ما في يده والامتناع من إخراجه في وجوهه التي أمر بها، فالمخادع الَّذِي سبق ذكره هو الشحيح، وهذا المصنف هو البخيل، فالشحيح آخذ المال بغير حقه، والبخل منعه من حقه، كذلك رُوي تفسير الشح والبخل عن ابن مسعود وطاووس وغيرهما من السَّلف.


(*) من المطبوع.
(١) أخرجه ابن حبان (٥٦٧، ٥٥٥٩ - إحسان)، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٠٢٣٤)، وفي "الصغير" (٢/ ٣٧) برقم (٧٣٨) وقال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلاَّ الهيثم بن الجهم، ولا عنه إلاَّ ابنه عثمان.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٨٩) وقال: غريب من حديث عاصم، تفرد به عثمان ولم نكتبه إلاَّ من حديث الفضل بن الحباب.
(٢) (٤/ ١٦٢).