للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَبُو ذَرٍّ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: وَاثْنَيْنِ. فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: قَدَّمْتُ وَاحِدًا.

قَالَ: وَوَاحِدًا، وَلَكِنْ إِنَّما ذَاكَ عِنْدَ الصَّدْمَةٍ الأُوْلَى» وفي الترمذي (١)، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ {بِهِمَا} (٢) الجَنَّةَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ منْ أَمْتَلِك؟ قَالَ: وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ أُمَّتِي يَا مُوَفَّقَةُ. قَالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِي، لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلِي».

ويشهد له قوله - صلى الله عليه وسلم - في آخر خطبة خطبها: "إني فرطكم على الحوض" (٣) يشير إِلَى أنه يتقدمهم ويسبقهم إِلَى الحوض، وينتظرهم عنده.

وفي حديث مرسل خرجه ابن أبي الدُّنْيَا: "من مات ولم يقدم فرطًا لم يدخل الجنة إلا {تصْريدًا} (٤). فقيل: يا رسول الله، وما الفرط؟ قال: الولد وولد الولد، والأخ يؤاخيه في الله -عز وجل- فمن لم يكن له فرط، فأنا له فرط" وفي حديث عبد الرحمن بن سمُرة، في ذكر المنام الطويل عن النّبي صلى الله عليه وسلم: "ورأيت رجلاً من أمتي {خف} (٥) ميزانه، فجاءته أفراطه الصغار فثقلوا ميزانه".

وعن داود بن أبي هند قال: "رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس يدعون للحساب، فقدمت إِلَى الميزان فوضعت حسناتي في كفة وسيئاتي في كفة، فرجحت السيئات عَلَى الحسنات، فبينا أنا كذلك مغموم، إذ


(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٣٤)، والترمذي (١٠٦٢). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن فارق.
(٢) في "الأصل": "بهم" والمثبت من "سنن الترمذي".
(٣) أخرجه البخاري (١٣٤٤)، ومسلم (٢٢٩٦) من حديث عقبة بن عامر. وأخرجه البخاري (٦٥٨٩)، ومسلم (٢٢٨٩) من حديث جندب بن سفيان. وأخرجه البخاري (٦٥٨٣)، ومسلم (٢٢٩٠) من حديث سهل بن سعد. وأخرجه البخاري (٦٥٧٥)، ومسلم (٢٢٩٧) من حديث ابن مسعود.
(٤) أي قليلاً: والتصريد في العطاء: تقليله. "اللسان" (٣/ ٢٤٩).
(٥) في الأصل: "خفت".