للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليمين: ألا من سقي هذه المرأة شلت يمينه مرتين- فأصبحت شلاء اليمين، لا أستطيع أن أعمل بيميني. قالت لها عائشة: وعرفت الخرقة؟ قالت: نعم يا أم المؤمنين، وهي التي رأيتها عليها، ما رأيت أمي تصدقت بشيء قط، إلا أن أبي نحر ذات يوم ثورًا، فجاء سائل فعمدت أمي إِلَى عظم عليه شحيمة فناولتها إياه، وما رأيتها تصدقت بشيء إلا أن سائلاً جاء يسأل، فعمدت أمي إِلَى خرقة فناولتها إياه.

فكبرت عائشة- رضي الله عنها- وقالت: صدق الله وبلغ رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (١).

أخرجه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب "الترغيب والترهيب" من طريق أبي الشيخ الأصبهاني الحافظ بإسناد حسن.

من خرج إِلَى سفر من أسفار الدُّنْيَا بغير زاد، ندم حيث يحتاج إِلَى الزاد، فلا ينفعه الندم وربما هلك. فكيف بمن رحل إِلَى سفر الآخرة مع طوله ومشقته بغير زاد؟!

السّقم في جسمي له تزداد ... والعمر ينقص والذنوب تزاد

ما أبعدْ سفرتي وما لي زاد ... ما أكثر بهرجي ولي نقَّاد

كان عليّ -رضي الله عنه- يقول في الليل: آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.

وبكى أبو هريرة عند موته وقال: إِنَّمَا ابكي عَلَى بعد سفري وقلة زادي.

إذا شكا من قلة الزاد من زاده كثير فكيف يقول من لا زاد له؟!

يا جامع المال ما أعددت للحفر ... هل يغفل الزاد من أضحى عَلَى سفر


(١) الزلزلة: ٧ - ٨.