للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفسّره بالغناء أيضًا خلق من التابعين، منهم: مجاهد وعكرمة، والحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة، والنخعي، وغيرهم.

وقال مجاهد في قوله تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (١)

قال: الغناء والمزامير.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} (٢)

قال: هو الغناء بالحميرية (٣).

وقال بعض التابعين في قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (٤)

قال: إِنَّ اللغو هو الغناء.

وعن أبي أمامة عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَا تَبِيعُوا القَيْنَاتِ وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ، وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ، وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ، فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلْمٍ} (٥).

خرّجه الإمام أحمد (٦) والترمذي (٧) من رواية عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة وقال: قد تكلم بعض أهل العِلْم في علي بن يزيد وضعفه، وهو شامي.

وذكر في كتاب "العلل" أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فَقَالَ: علي ابن يزيد ذاهب الحديث. ووثق عبيد الله بن زحر والقاسم بن عبد الرحمن، وخرجه محمد بن يحيى الهمداني الحافظ الفقيه الشافعي في "صحيحه".

وقال: عبيد الله بن زحر. قال أبو زرعة: لا بأس به صدوق. قلت: علي بن يزيد لم يتفقوا عَلَى ضعفه، بل قال فيه أبو مُسهر -وهو من بلده: وهو أعلم


(١) الإسراء: ٦٤.
(٢) النجم: ٦١.
(٣) أخرجه ابن جرير (٢٧/ ٨٢)، والبيهقي (١٠/ ٢٢٣).
(٤) الفرقان: ٧٢.
(٥) لقمان: ٦.
(٦) في "المسند" (٥/ ٢٦٤).
(٧) برقم (١٢٨٢).