للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما سبب نزولها: ففي "المسند" (١) والترمذي (٢) عن أبي سعد الصاغاني محمد بن ميسر، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب "أن المشركين قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك يا محمد. فأنزل الله: "قل هو الله أحد". ورواه الترمذي (٣) من طريق عبيد الله ابن موسى، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية مرسلاً. وقال: هذا أصح من حديث أبي سعد.

ورواه أبو يعلى الموصلي والطبراني وابن جرير (٤) من طريق شريح بن يونس، عن إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر: "أن أعرابيًا جاء إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: انسب لنا ربك فأنزل: "قل هو الله أحد" إِلَى آخرها". وروي مرسلاً.

وروى عبيد بن إسحاق العطار، عن قيس بن الربيع، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: "قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انسب لنا ربك. فنزلت: "قل هو الله أحد" قال الطبراني: ورواه الفريابي وغيره، عن قيس، عن عاصم، عن أبي وائل مرسلاً.

وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" حدثنا أبو زرعة (٥)، ثنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع (*) ثنا علي بن الحسين، ثنا أبو عبد الله الحرشي، ثنا


(١) (٥/ ١٣٣، ١٤٣).
(٢) برقم (٣٣٦٤).
(٣) برقم (٣٣٦٥).
(٤) أبو يعلى الموصلي (٢٠٤٤)، والطبراني في "الأوسط" كما في المجمع (٧/ ١٤٦).
والطبري في "تفسيره" (٣٠/ ٣٤٣).
(٥) نقل هذه الرواية ابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص ص٥٥ طبعة الدار السلفية بالهند عن ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبو زرعة، حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد، عن قتادة "ولم يكن له كفوًا أحد" قال: إِنَّ الله لا يكافئه من خلقه أحد.
ثم نقل الرواية التي ذكرها ابن رجب حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أبو عبد الله الحرشي بإسناده إِلَى آخر الرواية فسقط من النساخ باقي سند رواية أبي زرعة، فادخلوا رواية في رواية أخرى، فجعلوا يزيد بن زريع يروي عن علي بن الحسين وهذا خطأ بلا شك؛ لأنّ يزيد من "الثامنة"، فلا يروي عن شيخ ابن أبي حاتم علي بن الحسن، وهو من الثانية عشرة لأنّ يزيد متقدم عنه، ولم يتنبه لذلك الشيخ/ محمد بن ناصر العجمي في تحقيقه لسورة الإخلاص ص٨٦ طبعة الدار السلفية بالكويت، فلتصحح في طبعته، والله الموفق إِلَى الصواب والحمد لله رب العالمين.
(*) من هنا دخل إسناد في إسناد آخر فليتنبه.