للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليفرقوا بين الاسم والصفة؛ وذلك أن أوحد اسم وأكبر مثله.

والواحد فاعل من وحد يحد، وهو واحدٌ مثل: وعد يعد فهو واعد.

سؤال: قوله: {الله أحد} ولم يقل الأحد كما قال: الصمد؟

جوابه: أن الصمد يسمى به غير الله كما يأتي ذكره، فأتى فيه بالألف واللام ليدل عَلَى أنه سبحانه هو المستحق لكمال الصمدية، فإن الألف واللام تأتي لاستغراق الجنس تارة، ولاستغراق خصائص أخرى كقوله: زيد هو الرجل: أي الكامل في صفات الرجولة، فكذلك قوله: {الله الصمد} أي الكامل في صفات الصمدية.

وأما الأحد فلم يتسم به غير الله، فلم يحتج شيه إِلَى الألف واللام.

قوله: {الله الصمد} أعاد الاسم المبتدأ تأكيدًا للجملة وخبره الصمد، وقيل: هو نعت والخبر ما بعده.

والصمد اختلفت عبارات السَّلف في معناه. وهي متقاربة أو متفقة، والمشهور منها قولان:

أحدهما: أن الصمد هو السيد الَّذِي تصمد إِلَيْهِ الخلق في حوائجهم ومطالبهم، وهو مروي عن ابن عباس وغيره من السَّلف.

قال ابن الأنباري: لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد: السيد الَّذِي ليس فوقه أحد، الَّذِي يصمد إِلَيْهِ الناس في حوائجهم وأمورهم.

وقال الزجاج: هو الَّذِي ينتهي إِلَيْهِ السُّؤدد، فقد صمد له كل شيء أي قصد قصده. وأنشدوا:

(لقد) (١) بكَّر الناعي (بخَيري) (٢) بني أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

وأنشدوا:

علوته بحسام ثم قلت له ... خذها حذيف فأنت السيدُ الصمد


(١) في "لسان العرب" (٤/ ٢٤٩٥): "ألا".
(٢) بخير: "نسخة".