للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "تفسير ابن أبي حاتم" (١) بإسناده، عن عكرمة عن ابن عباس قال: الصمد: الَّذِي تصمد إِلَيْهِ الأشياء إذا نزل بهم كربة أو بلاء.

وعن إبراهيم قال: الَّذِي يصمد إِلَيْهِ العباد في حوائجهم.

وعن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس (٢) قال: الصمد: السيد الَّذِي قد كَمُلَ في سؤدده، والشريف الَّذِي قد كمل في شرفه، والعظيم الَّذِي قد كمل في عظمته، والحليم الَّذِي قد كمل شي حلمه، والعليم الَّذِي قد كمل في علمه، والحكيم الَّذِي قد كمل في حكمته، وهو الَّذِي قد كَمُلَ في أنواع الشَّرفِ والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي لأحدٍ إلا له؛ ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار.

والقول الثاني: أن الصمد الَّذِي لا جوف له، وأنه الَّذِي لا يأكل ولا يشرب، والذي لا حشو له، وأنه الَّذِي لا يدخل فيه شيء، ولا يخرج منه شيء، ونحو هذه العبارات المتقاربة في المعنى، وروي ذلك عن ابن مسعود، وقد سبق في حديث أبي هريرة المذكور في أول تفسير السورة: والصمد الَّذِي ليس بأجوف.

وروى ابن جرير (٣) وابن أبي حاتم (٤) من طريق عبيد الله بن سعيد -قائد الأعمش- حدثني صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: لا أعلم إلا أنه قد رفعه: قال: "الصمد الَّذِي لا جوف له".

وعن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: الصمد ليس له حشاء (٥).


(١) كما في تفسير "سورة الإخلاص" لابن تيمية ص ٤٩ - ٥٠ طبعة الدار السلفية بالهند وتفسير ابن كثير (٤/ ٥٧٠) وفي إسناده محمد بن موسى بن نفيع الحرشي، لين الحديث، وعبد الله بن عيسى الخزاز، ضعيف.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" (٣٠/ ٣٤٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في تفسير سورة الإخلاص لابن تمية ص ٥١. والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٨).
(٣) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٣٠/ ٦٤٥).
(٤) كما في تفسير سورة الإخلاص لابن تيمية ص ٥٢ - ٥٣ وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٥٧٠): وهذا غريب جدًّا، والصحيح أنه موقوف عَلَى عبد الله بن بريدة.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير سورة الإخلاص لابن تيمة ص ٥٢ وفي إسناده مندل بن علي العنزي، ضعيف.