للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقهار ونحو ذلك، كالخلاق والرزاق والدائم، ومنه ملك الملوك، وقد جعل ابن عقيل التسمية بهذا مكروهة.

قال ابن عقيل: كل ما انفرد به الله كـ"الله ورحمن وخالق" لا يجوز التسمي به، كل ما وجد معناه في الآدمي: فإن كان يوجد تكبرًا، كالملك العظيم والأعظم، وملك الملوك والجبار فمكروه، والصواب الجزم بتحريمه.

فأما ما يتسمى به المخلوقون من أسمائه كالسميع والبصير والقدير والعليم والرحيم، فإن الإضافة قاطعة الشركة، وكذلك الوصفية، فقولنا: زيد سميع بصير لا يفيد إلا صفة المخلوق وقولنا: الله سميع بصير يفيد صفته اللائقة به، فانقطعت المشابهة بوجه من الوجوه. ولهذا قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (١).

وفيه قولان:

أحدهما: نفي التسمية.

والثاني: نفي المساواة، وقد نفى سبحانه عن نفسه المثلية بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٢)، ونفى عنه العدل والتسوية بقوله: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} (٣) وقوله: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (٤) ونفى عنه الند بقوله: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٥) وقوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا} (٦).


(١) مريم: ٦٥.
(٢) الشورى: ١١.
(٣) الأنعام: ١.
(٤) الشعراء: ٩٦ - ٩٨.
(٥) البقرة: ٢٢.
(٦) فصلت: ٩.