للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معيقيب {عن جده} (١) وكان عَلَى خاتم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كَانَ خَتمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ بِفِضَّةٌ».

إياس لم يرو عنه إلا نوح بن ربيعة، فلعل هذا هو الَّذِي لبسه يومًا واحدًا ثم طرحه كما قال أحمد، ولعله هو الَّذِي كان يختم به ولا يلبسه، كما جاء في حديث ابن عمر الَّذِي رواه الترمذي في "شمائله" إِن ثبت.

وروى أبو جعفر بن جرير فى "أسماء من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من القبائل" حدثنا عمر بن شبة، ثنا أحمد ثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد القرشي عن أبيه سعيد بن عمرو، عن خالد بن سعيد أنَّه "أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ فَقَالَ: مَا هَذَا الْخَاتَمُ في يدك يا خالد؟ قال: خاتم من حديد.

قال: اطرحه إليَّ فإذا بخاتم من حديد قد لوي عليه فضة. فقال: ما نقشه؟ قال: محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتختم حتى مات" (٢).

الثالث: إِن طرحه إِنَّمَا كان لئلا يظن أنَّه سنة مسنونة، فإنهم اتخذوا الخواتيم لما رأوه قد لبسه، فتبين بطرحه أنَّه ليس بمشروع ولا سنة، وبقي أصل الجواز بلبسه.

وقد أجيب أيضاً عنه بأن طرحه كان زجرًا للناس عند اصطناعهم الخواتيم، لئلا يتشبه المفضول بالفاضل والرعية بالإمام، ولكن هذا يعود إِلَى كراهة لبسه لغير الإمام ..

وأجيب أيضاً بأن طرحه كان بسبب نقش الناس عَلَى نقشه، لنهيه عن ذلك. وعلى هذا فلا يلزم من طرحه ذلك اليوم استدامة طرحه، فإن هذا مخالف للأحاديث المستفيضة.

وروى ثمامة عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة وفصه منه


(١) سقط من الناسخ فالحديث من رواية الحارت بن معيقيب عن جده معيقيب.
(٢) وأخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٤١١٨)، والحاكم (٣/ ٢٧٩) من طريق إسحاق بن سعيد به وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وذكره الهيثمي في المجمع (٥/ ١٥٢) وقال: رواه الطبراني وفيه: يحيى بن عبد أحمد الحماني وهو ضعيف.