للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى الرافعي بسنده من حديث عباد بن كثير عن شميسة بنت نبهان، عن مولاهم مسلم بن عبد الرحمن، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس عام الفتح عَلَى الصفا، وقد جاءه رجل عليه خاتم حديد، فَقَالَ: "ما طهر الله يدًا فيها خاتم الحديد".

وروينا في فوائد القاضي أبي بكر المنائحي، أنا أحمد بن جعفر الجمال، ثنا محمد بن حميد، ثنا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن الأعمش، عن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الحديد".

قال أبو طالب: سئل أحمد عن الرجل في يده خاتم من حديد أو صفر أو رصاص. قال: الحديد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم من حديد عليه فضة فرمى به، فلا يُصلي في الحديد والصفر.

ورأى ابن مسعود مع رجل صفرًا، فَقَالَ: رائحة الأصنام.

وفي "مسند يعقوب بن شيبة"، ثنا يعلى بن عبيد، ومحاضر بن المورع قالا: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال: أخبرني من رأى في يد عبد الله خاتمًا من حديد، وكان النخعي في يده خاتم من حديد.

ويشهد لهذا ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (١) من حديث المطعم ابن المقدام العجلي عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بصنم من نحاس، فضرب ظهره بظهر كفه، ثم قال: "خاب وخسر من عبدك من دون الله". ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريلُ ومعه ملك فَتَنحَّى المَلَكُ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شأنه تنحى؟ " فَقَالَ: "إنه وجد منك ريح نحاس وإنَّا لا نستطيع ريحَ النُّحاس".


(١) برقم (٣٨٨٢) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن المطعم بن المقدام إلا يزيد بن يوسف، تفرد به مروان بن محمد.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٧٤): وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني ضعفه ابن معين وغيره، وهو متروك، وأثنى عليه أبو مسهر، و (أبو سبرة) (*) قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات.