للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال القاضي: وقد قال أحمد وإسحاق بن منصور: لا يكتب فيه ذكر الله وقال إسحاق بن راهويه لا يدخل الخلاء فيه

وذكر عبد الرزاق في "كتابه" (١) عن ابن عينية عن عبد الكريم قال سألت سعيد بن جبير عن الخاتم يكتب فيه ذكر الله -تعالى- فكرهه.

ويدل عَلَى هذا ما ثبت في صحيح مسلم (٢) عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع خاتمًا من وَرِق نقش فيه محمد رسول الله، وقال للناس: "إني اتخذت خاتمًا من فضة ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقش أحد عَلَى نقشه".

قال الترمذي معنى قوله: لا تنقشوا (عليه) (*)، نهى أن ينقش أحد عَلَى خاتمه محمد رسول الله.

وقد جاء مصرحًا بذلك في رواية حماد عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة ونقش فيه: محمد رسول الله، وقال للناس: "إني اتخذت خاتمًا ونقشت فيه محمد رسول الله، فلا ينقشن أحد عَلَى نقشي". خرَّجاه في الصحيحين (٣).

وروى أبو عبد الرحمن المقري، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يكتب في الخاتم بالعربية" (٤).

قال الدارقطني: رواه هشيم وغيره عن حميد، عن الحسن مرسلاً وهو الصواب.

وروى الإمام أحمد (٥) والنسائي (٦) من حديث العوام عن الأزهر بن راشد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: "لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا في


(١) في "المصنف" (١٣٦٢).
(٢) برقم (٢٠٩٢).
(*) عَلَى: "نسخة".
(٣) أخرجه البخاري (٥٨٧٤، ٥٨٧٧)، ومسلم (٢٠٩٢).
(٤) أخرجه البيهقي (١٠/ ١٢٧).
(٥) (٣/ ٩٩) عن أنس.
(٦) برقم (٥٢٢٤)، وفي الكبرى (٩٥٣٥).