للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنين من خلافته حتى سقط منه فاتخذ خاتمًا من فضة، وفصه منه نقشه "آمنت بالذي خلق فسوى".

وكان نقش خاتم علي رضي الله عنه، "الله الملك الحق المبين". وقيل: "الملك لله الواحد القهار"، وقيل: "الله الملك وعلي عبده" وخاتم ابنه الحسن "الله أكبر وبه استعنت"، وقيل: "العزة لله"، وقيل: "لا إله إلا هو الحي القيوم الملك الحق المبين" وخاتم أخيه الحسين: "إِنَّ الله بالغ أمره".

وقد ذكر أهل التواريخ والسير ما نقله أبو عبد الله القضاعي وغيره أن عثمان لما سقط منه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة فصه منه ونقش عليه "آمنت بالذي خلق فسوى"، وقيل: "لتنصرن أو لتندمن".

وأن عليًا رضي الله عنه كان نقش خاتمه "الملك لله الواحد القهار".

وقد روى ابن السمعاني في تاريخه بإسناد عن زيد بن ربيع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتخذ آدم عليه السلام خاتمًا ونقش فيه "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وهذا لا يثبت، وإسناده مظلم جدًّا.

وفي جزء أبي علي الخالدي بإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان نقش خاتم سليمان بن داود عليهما السلام لا إله إلا الله محمد رسول الله". هذا باطل موضوع، وقد رواه ابن السمعاني أيضاً بغير هذا الإسناد.

وروى وكيع بإسناده في "كتاب اللباس" عن خلدة بن دينار، أبي العالية قال: قلت له: إيش كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "صدق الله(وألحق) (*) الخلفاء بعده " محمد رسول الله".

وروى ابن عدي (١) من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن


(*) فألحق: "نسخة".
(١) في الكامل (٣/ ٢٣٠) وقال ابن عدي: ولا أعلم يرويه عن زمعة غير أبي داود به.
وقد نقل ابن عدي قول يحيى بن معين في زمعة أنَّه ضعيف، وقال يحيى مرة في زمعة: أنَّه صويلح الحديث، ونقل قول الفلاس عنه: أن فيه ضعفًا، وقول البخاري: يخالف=