لعبده في دينه، فيحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات المردية والبدع المضلة والشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه عَلَى الإسلام.
ثم بين أن من أنواع حفظ الله لعبده في دينه أن العبد قد يسعى في سبب من أسباب الدُّنْيَا، إما الولايات أو التجارات أو غير ذلك، فيحول الله بينه وبين ما أراده لما يعلم له من الخيرة في ذلك وهو لا يشعر مع كراهته لذلك.
ثم ينتقل إِلَى شرح "احفظ الله تجده أمامك" وأن معناه أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه، وجد الله معه في جميع الأحوال، يحوطه وينصره ويوفقه ويؤيده ويسدده. ثم ينتقل إِلَى شرح "تعرف إِلَى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة" ومعناه أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه وصحته فقد تعرف بذلك إِلَى الله وكان بينه وبينه معرفة، فعرفه ربه في الشدة وعرف له عمله في الرخاء، فنجاه من الشدائد بتلك المعرفة.
ثم ينتقل إِلَى شرح "إذا سألت فاسأل الله" وأن في سؤال الله عبودية عظيمة، لأنها إظهار للافتقار إِلَيْهِ، واعتراف بقدرته عَلَى قضاء الحوائج.
ثم ينتفل إِلَى شرح "وإذا استعنت فاستعن بالله" وبين أن في الاستعانة بالله وحده فائدتان:
إحداهما: أن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في عمل الطاعات.
والثانية: أنَّه لا معين له عَلَى مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول. ثم ينتقل إِلَى شرح "جف القلم بما هو كائن" وفي رواية "رفعت الأقلام وجفت الكتب" وفي رواية "وجفت الصحف".
قال: كله كناية عن نفوذ المقادير وكتابتها جميعها في كتاب جامع من أمد بعيد.
ثم ينتقل إِلَى شرح "فلو أن الخلق جميعًا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ... ".