للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ... } الآية [الأعراف: ١٦٩] وقال: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: ٢٣].

وعلى تأويل من تأول الآية عَلَى علم عند من أضله الله.

وأما العِلْم الَّذِي ذكره الله -تعالى- عَلَى جهة الذم له، فقوله في السحر: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: ١٠٢] وقوله: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: ٨٣] وقوله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: ٧].

ولذلك جاءت السنة بتقسيم العِلْم إِلَى نافع وغير نافع، والاستعاذة من العِلْم الَّذِي لا ينفع، وسؤال العِلْم النافع.

ففي "صحيح مسلم" (١) عن زيد بن أرقم أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا".

وخرّجه أهل السنن من وجوه متعددة (٢) عن النبي صلّى الله عليه وسلم وفي بعضها: "وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ".

وفي بعضها (٣): «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ».


(١) برقم (٢٧٢٣).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٢٥٥)، وأبو يعلى (٢٨٤٥) عن أنس.
وأخرجه أحمد (٢/ ١٦٧) والنسائي (٨/ ٢٥٥) عن عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أحمد (٢/ ٣٤٠، ٣٦٥) وأبو داود (١٥٤٨)، والنسائي (٨/ ٢٦٣، ٢٨٤)، وابن ماجه (٣٨٣٧) عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه أحمد (٢/ ١٦٧)، والترمذي (٣٤٨٢) عن عبد الله بن عمرو، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو.
وأخرجه أحمد (٤/ ٣٨١) في عبد الله بن أبي أوفي.
وأخرجه أحمد (٣/ ٢٨٣)، والنسائي (٨/ ٢٦٣) عن أنس.
وأخرجه أحمد (٢/ ٣٤٠، ٣٦٥)، وأبو داود (١٥٤٨)، والنسائي (٨/ ٢٦٣)، وابن ماجه (٣٨٣٧) عن أبي هريرة.