للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عرِّفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: ١٤] {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤].

راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت، فَقَالَ لها: ما يرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مُكَوْكبُها؟!

أكره رجلٌ امرأة عَلَى نفسها، وأمرها بغلق الأبواب ففعلت، فَقَالَ لها: هل بقي باب لم تغلقيه؟ قالت: نعم، الباب الَّذِي بيننا وبين الله! فلم يتعرض لها.

رأى بعض العارفين رجلاً يكلم امرأة، فَقَالَ: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما!.

سُئل الجنيد: بم يستعان عَلَى غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبقُ من نظرك إِلَى ما تنظر.

وقال المحاسبي: المراقبة: علم القلب بقرب الرب.

كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.

وصّى النبي صلّى الله عليه وسلم رجلاً أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه (١).


(١) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي ما ذكر ابن كثير في تفسيره (٤/ ٣٠٥) من حديث نصر ابن خزيمة بن جنادة بن علقمة حدثني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن عبد الرحمن بن عائد قال: قال عمر: "جاء رجل إِلَى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: زودني حكمة أعش بها. فَقَالَ: استح الله كما تستحي رجلاً من صالح عشيرتك لا يفارقك".
قال ابن كثير: هذا حديث غريب.
وأخرجه ابن عدى (٢/ ١٣٦)، (٤/ ٩٠) من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ اسْتِحْيَاءَكَ مِنْ رَجُلَيْنِ مِنْ صَالِحِي عَشِيرَتِكَ".
وفي إسناده جعفر بن الزبير (وصفدي) بن سنان، قال ابن عدي: ولجعفر بن الزبير هذا أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم، وعامتها مما لا يتابع عليه، والضعف عَلَى حديثه بيِّن. =