عليهم، ويدعوهم - بدلا من أن يلوموه - إلى لوم أنفسهم. قال ابن كثير:" الظاهر من سياق الآية أن هذه الخطبة تكون من إبليس بعد دخولهم النار ".
والمراد بقوله هنا:{مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} ما أنا بمغيثكم، وما أنتم بمغيثين لي، فليس في استطاعة أي واحد إنقاذ الآخر مما هو فيه من العذاب، بل كل منهما عاجز عن إنقاذ نفسه فضلا عن إنقاذ الآخر.
ثم أشار كتاب الله إلى عاقبة المؤمنين المتقين، وما يلقونه عند ربهم من حسن الجزاء، فقال تعالى:{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}.
وأخيرا ضرب الله المثل للعمل الصالح الذي يعمله المؤمن كلما هم بعمل، وللقول الطيب الذي يفوه به كلما فاه بخطاب، ولاسيما كلمة الإيمان، فقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}. كما ضرب كتاب الله المثل للعمل الفاسد والقول الخبيث، اللذين يقوم بهما الضالون والمنحرفون، والمنافقون والكافرون، ولاسيما كلمة الكفر والإلحاد، فقال تعالى:{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} والمراد بقوله {اجْتُثَّتْ} أي استؤصلت، والمراد