موضوع حديث اليوم تفسير الربع الثالث من الحزب التاسع والخمسين في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى في فاتحة سورة "الانفطار" المكية: {بسم الله الرحمن الرحيم إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}، ونهايته قوله جل علاه في سورة "الانشقاق" المكية أيضا: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}.
ــ
في مطلع هذا الربع، وهو فاتحة سورة " الانفطار " المكية يتناول كتاب الله الحديث عن انفطار السماء، وانتثار الكواكب، وتفجير البحار، وبعثرة القبور، ويشير إلى أن هذه الظواهر الكونية الغريبة التي تزعزع كيان الكون، وتقلبه رأسا على عقب، سترافقها وستصاحبها ظاهرة أخرى تزعزع كيان الإنسان، لا تقل عنها قوة ولا تأثيرا، ألا وهي ظاهرة كشف الإنسان عن حقيقة نفسه بنفسه، واطلاعه على دخيلة أمره، حتى لا تبقى زاوية من زواياه، ولا سر من أسراره، إلا وقد انكشف له انكشافا تاما،