موضوع حديثنا هذا اليوم تفسير الربع الثالث من الحزب الثالث والخمسين في المصحف الكريم. ابتداء من قوله تعالى في سورة "النجم" المكية: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}، إلى قوله تعالى في سورة "القمر" المكية أيضا: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ}
ــ
كانت آخر آية في نهاية الربع الماضي هي قوله تعالى:{فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى}، وأول آية تليها في ربع اليوم هي قوله تعالى:{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا}، والآيتان مرتبطتان كل الارتباط، فكتاب الله يريد أن يؤكد للجميع، وخصوصا لمن أشركوا بالله غيره، فعبدوا الأصنام والأوثان والشياطين، أو الملائكة، أن جميع ما يخيل إليهم أنهم يتقربون بعبادته، ويتوسلون به، ويعلقون عليه الآمال، من غير الله، لن ينفعهم في الدنيا ولا في الآخرة، ذلك أن الحياة الأولى -وهي الدنيا- لا تفلت من قبضة الله، وأن الحياة الآخرة لا أمر فيها ولا