في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الربع الأخير من الحزب الرابع والخمسين في المصحف الكريم، وبداية قوله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}، ونهايته قوله جل علاه:{وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
ــ
يتحدث كتاب الله في مطلع هذا الربع عن المؤمنين الذين أكرمهم الله بما أنزل عليهم من الذكر الحكيم، وبما هداهم إليه من الحق المبين، ومع ذلك لا يزالون متقاعسين عن الاستجابة لنداءاته، بعيدين عن التجاوب معه، مخلين بتطبيقه في حياتهم اليومية، فلا قلوبهم تخشع لذكر الله، ولا نفوسهم تستشعر عظمة الله ولا جوارحهم تأتمر بأمر الله.
وفي معرض هذا العتاب الإلهي الرقيق الرفيق يذكر كتاب الله الغافلين عنه من المؤمنين، بما وقع فيه أهل الكتاب قبلهم من الغفلة عما أنزل إليهم، والتهاون بحقه، والإهمال لشأنه، ونسيان تعاليمه، وتحريف كلمه عن مواضعه، ونقضهم