في حصة هذا اليوم نتناول الربع الأخير من الحزب الثامن والعشرين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}.
ــ
أول آية في هذا الربع تؤكد عدل الله تعالى المطلق، بالنسبة لجزاء الأبرار والفجار، والأخيار والأشرار، وتنبه إلى أن كل نفس ستكون مسؤولة أمام الله عن عملها، مطالبة بالدفاع عن موقفها، إذ لا تقبل نيابة أحد عن أحد في عرصات يوم القيامة:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: ٢١]، حتى إذا انتهى كل واحد من الدفاع عن نفسه نال جزاءه العادل، لا ينقص شيء من ثوابه إن كان خيرا، ولا يزاد شيء في عقابه إن كان شرا، وذلك قوله تعالى:{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ}، أي: توفى جزاء ما عملت، {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.