في حصة هذا اليوم نتناول تفسير الربع الأخير من الحزب الثالث والثلاثين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} إلى قوله تعالى في ختام سورة الأنبياء: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
ــ
في بداية الحديث الماضي بينا وجه المطابقة بين الاسم والمسمى في (سورة الأنبياء) التي تضمنت ذكر سبعة عشر نبيا ورسولا، بالإضافة إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وبديهي أن حكمة الله في ذكرهم وذكر أحوالهم هي ضرب المثل بهم لرسوله والمؤمنين، ففي حياتهم وجهادهم عبرة لمن اعتبر، وفي سيرتهم وسلوكهم نموذج مثالي لأفضل السير. وها هو كتاب الله يواصل الحديث في هذا الربع عن تلك السلسلة الذهبية، التي هي خير البرية: