في حصة هذا اليوم، نشرع في الحزب الرابع من المصحف الكريم، وفاتحة الربع الأول منه قوله تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} وخاتمته قووله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ــ
تشير أول آية في هذا الربع إلى ما شرعه الله للمسلمين من التكبير جهرا عند انقضاء كل صلاة خلال أيام التشريق، ويبتدئ هذا التكبير على ما قاله ابن عمر وابن عباس ومالك والشافعي من صلاة الظهر يوم النحر إلى ما بعد صلاة الصبح من آخر أيام التشريق، وهذا التكبير كما يطالب به المسلم الحاج الذي توجه إليه الخطاب في الأصل، يطالب به أيضا بقية المسلمين الذين لم يحضروا موسم الحج، وذلك تذكيرا لهم جميعا بشعائر الحج الخالدة، وبأنهم-حاضرين وغائبين- أمة واحدة. على ذلك أجمع فقهاء الأمصار والمشاهير من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، وذلك معنى قوله تعالى هنا:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}.
قال مالك في الموطأ: " الأمر عندنا أن التكبير في أيام التشريق