في حصة هذا اليوم نتناول الربع الأخير من الحزب الواحد والعشرين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} إلى قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
ــ
من شأن الإنسان العادي وغير المهذب، إذا أصابه الضجر وأثاره الغضب، أن يدعو على نفسه وأهله وولده وماله بدعاء الشر، ومن شأنه أيضا إذا هدأت أعصابه واطمأن قلبه أن يدعو لنفسه وأهله وولده بدعاء الخير، غير أن الله تعالى الذي هو مجيب الدعاء، والذي يرتبط بإرادته المطلقة مصير دعاء الداعين، إن شاء أجابه، وإن شاء لم يجبه، تكرم على خلقه، رحمة بهم، وإحسانا إليهم، في فترات ضعفهم، وهيجان غضبهم، بأن لا يجيب دعاءهم إذا كان ذلك الدعاء يتضمن شرا، وصادرا عن مجرد الغضب والضجر، لأن في إجابة هذا النوع من الدعاء هلاكا لهم محققا.