في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الربع الثاني من الحزب الواحد والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة "الأحقاف" المكية: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}، إلى قوله تعالى في سورة "محمد" المدنية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}.
ــ
في هذا الربع يوالي كتاب الله إمداد رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام بأخبار من سبقه من الرسل، وأخبار من سبق أمته من الأمم، وهو إذ يستعرض أمام رسوله هذه الأخبار يثبت قلب رسوله على الحق، كما يثبت قدم رسوله في محاربة الباطل، وإذ يستعرضها أمام مشركي قريش ينذرهم بعاقبة الإنكار والجحود، ويحذرهم من الإصرار على معارضة الرسالة الإلهية التي هي خاتمة الرسالات، ومن الوقوف في وجهها، ويذكرهم بالهلاك والدمار الذي أصاب قوما آخرين سبقوهم، وهم من نفس جنسهم ومن جيرانهم الأقربين.