في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثالث من الحزب الخامس والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}، إلى قوله تعالى:{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}.
ــ
لا يزال كتاب الله يواصل الحديث عن المشركين بالله، والمنكرين للبعث والشاكين في الوقوف بين يديه، مسجلا الأوامر الإلهية الصادرة في شأنهم وشأن رفقائهم، ليلقوا الجزاء المناسب عن جريمة الشرك بالله، وجريمة الشك في البعث، اللتين هما أكبر الجرائم، رافعا الستار عما يدور بين أئمة الكفر الطغاة، وأتباعهم المخدوعين المغلوبين على أمرهم، وهم يتحاورون في جهنم ويتلاومون، لكن بعد فوات الوقت، {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ}(٥٤:١٠) وأول أمر صدر في حق هؤلاء الأئمة والأتباع سجله كتاب الله في بداية هذا الربع قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ}، أي: أشياعهم وأتباعهم،