في حصة هذا اليوم نتناول الربع الأخير من الحزب الخامس والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، إلي قوله تعالى عن يونس:{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.
ــ
بعدما أوجز كتاب الله الحديث عن نوح عليه السلام في الآيات الثمان الأخيرة من الربع الماضي واصل الحديث في بقية هذه السورة عن إبراهيم الخليل عليه السلام، ثم عن موسى وهارون، ثم عن إلياس، ثم عن لوط، ثم عن يونس، عليهم سلام الله جميعا، لكن قصة إبراهيم أخذت من هذه السورة الحظ الأوفر بالنسبة إلى قصص الأنبياء الآخرين، فقد استغرقت وحدها إحدى وثلاثين آية، أي: مجموع الثمن الأول من هذا الربع بأكمله، والحديث عن إبراهيم الخليل في كتاب الله وارد في خمس وعشرين سورة من سور القرآن الكريم، من بينها سورة إبراهيم وسورة الأنبياء، وفي سورة الأنبياء السابقة استغرقت قصته ثلاثا وعشرين آية.