موضوع حديث اليوم تفسير الربع الأول من الحزب السادس والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في فاتحة سورة "الجمعة" المدنية: {بسم الله الرحمن الرحيم يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، إلى قوله جل علاه في سورة "المنافقين" المدنية أيضا: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
ــ
وفاتحة هذا الربع التي هي بداية " سورة الجمعة " تنطق بحقيقة كونية رائعة، ألا وهي اعتراف جميع المخلوقات ناطقها وجامدها، علويها وسفليها، بألوهية الحق سبحانه وتعالى وربوبيته، وبعبوديتها له، وافتقارها إليه، إذ هو سبحانه " مالك " أمرها، والمتصرف فيها على الحقيقة في كل حين، وهو سبحانه المتصف بجميع صفات الكمال، " والمقدس " عن النقائص والمنزه عنها على اختلاف أنواعها، وهو سبحانه " العزيز " الذي يخضع له، ويضطر إلى طرق بابه، والتمرغ على أعتابه، أشد الخلق