في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الربع الأخير من الحزب السادس والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله في سورة "التحريم" المدنية: {بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}، إلى قوله تعالى في ختام نفس السورة:{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}
ــ
وأول ما يلفت النظر في هذا الربع أن الآية الأولى منه لها علاقة وثيقة بقوله تعالى في سورة المائدة (٨٧): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا}، غير أن الصيغة التي وردت بها في هذا المقام، والسؤال الذي جاء في سياقها، وتوجيه الخطاب بالخصوص فيها إلى الرسول عليه السلام دون غيره، جعلها تكتسي صبغة خاصة، وتتضمن معنى جديدا زائدا على ما في آية " المائدة ". وهذا المعنى لا يخرج عن كونه عتابا رقيقا من الحق سبحانه وتعالى لنبيه عليه السلام في بعض شؤونه العائلية، وتنبيها خفيفا إلى الحل الأمثل في أمره، فقد كان