في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الربع الأخير من الحزب الثاني والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة "ق" المكية: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}، إلى قوله جل علاه في سورة "الذاريات" المكية أيضا: {قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}.
ــ
في نهاية الربع الماضي تحدث كتاب الله عن الملك الموكل بتسجيل عمل ابن آدم، وأنه سيشهد على ابن آدم يوم القيامة، بكل ما فعل، إذ يكون السجل الذي أعده عن حياته مهيئا حاضرا من غير إبطال ولا انتظار، ودون زيادة ولا نقصان {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}، فيصدر حكم العلي الأعلى في حقه بما هو أهل له من ثواب أو عقاب.
وفي بداية هذا الربع تحدث كتاب الله عن قرين للإنسان من نوع آخر، ألا وهو " قرين السوء " الذي يزين له الشر، ويوقعه في شباك الخبال والضلال، وقرين السوء الأكبر هو الشيطان الرجيم، ثم أولياؤه ومساعدوه الأقربون، المجندون تحت لوائه