حديث هذا اليوم نتناول فيه الربع الثاني من الحزب الثامن عشر في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة الأعراف المكية:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} إلى قوله تعالى في سورة الأنفال المدنية: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
ــ
في بداية هذا الربع، يتلقى خاتم الأنبياء والمرسلين من رب العالمين، أمرا إلهيا بقصد التعليم والتلقين لجميع المؤمنين، وهذا الأمر يرمي إلى إزالة كل شك أو ريب، في أن الله وحده هو النافع الضار، والمنفرد بالتصرف المطلق في خلقه دون غيره، ولو كان هذا الغير نبيا أو رسولا، ولو كان هذا الغير خاتم الأنبياء والمرسلين، ويتضمن هذا الأمر تعريف الناس أجمعين بأن الرسول لا يملك حتى لنفسه نفعا ولا ضرا، رغما عن كونه يحمل شارة الرسالة، المؤذنة باصطفائه واختياره على جميع الخلق، ورغما عن كونه في أعلى درجات القرب من الله والحصول على رضاه، وإذا كان الرسول الكريم في منطق القرآن السليم، يعلن عن نفسه، بأمر من ربه،