الثمن الأول من الربع الثاني في الحزب التاسع والثلاثين
بالمصحف الكريم (ت)
عباد الله
موعدنا اليوم في هذه الحصة مع الربع الثاني من الحزب التاسع والثلاثين في المصحف الكريم، غير أننا سنقتصر فيها على تفسير الثمن الأول منه، لغزارة المادة المتعلقة بموضوعه الذي هو موضوع فريد من نوعه، وذلك على غرار ما فعلناه في الأحاديث الأربعة السابقة، مؤجلين تفسير الثمن الباقي منه إلى الحصة القادمة بحول الله.
وبداية الثمن الأول من هذا الربع قوله تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} ونهايته قوله تعالى في ختام سورة النمل المكية: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
ــ
عندما خلق الله النوع الإنساني اقتضت حكمته ان يكل إليه أمانة كبرى لم يكلها إلى بقية الأكوان، وجعله خليفة في الأرض لا ليفسد فيها ويسفك الدماء، ولكن ليبرز ما آتاه الله من ذكاء وعبقرية في مجالات البناء والعمران، روحيا وماديا، خلقيا