للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الربع الثاني من الحزب الثالث والعشرين

في المصحف الكريم (ت)

عباد الله

في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الثالث والعشرين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} إلى قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}.

ــ

في بداية هذا الربع، ضرب كتاب الله المثل لفريق الذين كفروا وعملوا السيئات، ولفريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات. فأما الفريق الأول فهو كالأعمى بالنسبة للبصير، وكالأصم بالنسبة للسميع، وذلك لأنه لا ينتفع ببصره وسمعه الانتفاع المطلوب، فكأنه فاقد لهما بالمرة، إذ يسمع كلام الله ولا يتأثر به، ويرى صنع الله ولا يتأمل فيه.

وأما الفريق الثاني فهو سميع بصير، لأنه ينتفع بحاستي السمع والبصر انتفاعا تاما، ويستعملهما استعمالا لائقا، السمع: في سماع الدعوة إلى الحق، والبصر: في مشاهدة بدائع الخلق،

<<  <  ج: ص:  >  >>