في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب الواحد والعشرين، ابتداء من قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} إلى قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}
ــ
بعدما وجه كتاب الله في هذه السورة -سورة التوبة- الخطاب تلو الخطاب إلى المؤمنين الصادقين يستنفرهم خفافا وثقالا للقيام بواجب الجهاد في سبيل الله، إعلاء لكلمة الله، ونشرا لدينه بين الناس، حتى يدخلوا في دين الله أفواجا، حملت أول آية في هذا الربع أعظم بشرى إلى المؤمنين، بشرى إلى من جاهد في سبيل الله، ثم قضى نحبه فداء للإسلام، وبشرى إلى من جاهد في سبيل الله ولا يزال ينتظر لقاء الله في مستقبل الأيام، وهذه بشرى تقتضي أن الله تعالى -تفضلا منه وكرما- قد عامل المؤمنين معاملة خاصة لا تخطر على قلب بشر، فيها غنم كبير، وربح عظيم، لا يعدلهما غنم ولا ربح.