حصة التلاوة في هذا اليوم تشمل الربع الثاني من أول حزب في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} ونهاية هذا الربع قوله تعالى: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}.
ــ
الإشارة في مطلع هذه الآيات إلى الأمثال التي يضربها الله للناس في كتابه الحكيم، مثل قوله تعالى في وصف المنافقين في الربع الأول لهذا الحزب:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً}. وذلك زيادة في كشف المعنى، وتوضيح المراد، وإقامة الحجة {وَتِلكَ الأَمثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقد كانت الأمثال ولا تزال في جميع اللغات وعند جميع الأمم لها من التأثير في الإقناع ما جعل استعمالها شائعا ذائعا، ولاسيما عند العرب، فنزل القرآن بلسان عربي مبين، وجرى على مألوف استعمالهم في ضرب الأمثال، غير أن الأمثال القرآنية تختلف عن الأمثال الأخرى التي عرفها العرب والعجم، بروعتها وإعجازها، وكونها على غير نمط