حصة هذا اليوم تتناول الربع الثالث من الحزب الواحد والثلاثين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة مريم المكية:{فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} إلى قوله تعالى في نفس السورة: {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.
ــ
في القسم الأول من هذا الربع واصل كتاب الله الحديث عن قصة مريم وابنها عيسى عليهما السلام، فوصف حالها أثناء الحمل وعند المخاض، وما أصابها من قلق بالغ وحزن عميق، لخروج أمرها عن العادة {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} أي بعيدا من أهلها {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}، غير أن الله تعالى هدأ روعها {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}. المراد بالسري عيسى عليه السلام، وبه قال جماعة من مفسري السلف، والمنادي هنا إما الملك، وإما ابنها عيسى، واختاره ابن زيد وابن جرير في تفسيره، وفي هذا الظرف الدقيق تلقت مريم نداء من السماء بهذا الخطاب الرقيق {وَهُزِّي إِلَيْكِ