في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الربع الأخير من الحزب الثامن والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة "الإنسان" المكية: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا}، إلى قوله جل علاه في ختام سورة "المرملات" المكية أيضا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.
ــ
تواصل الآيات الكريمة في بداية هذا الربع وصف ما أعده الله لعباده " الأبرار " من ضروب النعيم وصنوف الإحسان، وفي خلال هذا الوصف يقول الله تعالى في خطابه لنبيه:{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا}، أي: إذا رأيت يا محمد الجنة وما هي عليه رأيت نعيما حقيقيا لا ينغصه أي منغص، ولا يساويه أي نعيم عرفه الناس، ورأيت ملكا إلهيا كبيرا، تتضاءل دونه جميع مظاهر الملك البشري المحدود، فملك الله لا يعادله غيره في السلطان الباهر، والنفوذ القاهر. ولا غرابة فيما يفاجأ به الذين آمنوا بالله ورسوله في دار النعيم، فقد وعدهم الله أن يكرمهم " بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".